اليوم العالمي للشغل
فاتح ماي اليوم العالمي للشغل

عيد الشغل يوم للتضامن مع العاملين
L'image “http://www.almounadil-a.info/IMG/kabdat.gif” ne peut être affichée car elle contient des erreurs.

في هذا اليوم فاتح مايو ستنطلق ملايين بل مئات الملايين من الرجال والنساء في مختلف أنحاء العالم تملأ الساحات وتجوب الشوارع احتفاء بالعمل والعاملين، فهو يوم تتوحد فيه الشعوب والأجناس والأقوام لتعلن بصوت واحد أن العمل الشريف، والأجر الكافي والنظيف، هما الطريق السليم لبناء الحضارة، وعمارة الأرض، وتحقيق العدل بين الناس، فاتحادات العاملين في كل مكان هي لكل العاملين، فلا شيء يميز ولا شيء يفصل بينهم، وبهذا يكون هذا اليوم رمزاً للوحدة بين الناس جميعاً، وفيه يتجلى شعار أعلنه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا ،الناس لآدم وآدم من تراب فلا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر على أبيض إلا بالتقوى أو كما قال فلا تفاضل إلا بالتقوى، والتقوى هي العمل الصالح، وهكذا يتميز الناس في هذا اليوم بما حققوه في أوطانهم من تشييد وبناء،

 
وما وصلوا إليه من عدل ورخاء، ويعلنون كذلك مشاريعهم للمستقبل، ولا بأس من التنديد كذلك بما يعوق العمل الصالح، أو يمس العاملين من ظلم وحيف أمام الناس حتى يرتفع الظلم ويسود العدل بين الناس لصالح كل الناس. ولاشك أن أمتنا العربية والإسلامية في هذا اليوم ستعلن على لسان شعوبها وعمالها مواقفها مما يعانيه العاملون فيها، كما ستعلن عن انتصاراتها وانكساراتها خلال السنة المنصرمة، وستبرز الخصاص الكبير في مجال العمل حيث البطالة تقعد بالكثير من السواعد والعقول عن العمل والإنتاج، بل تدفع بنوابغها وذوي الكفاءة من عمالها لمغادرة الأوطان طلبا للرزق وتصريفا لما اكتسبوه من علوم ومهارات فتصاب الأمة بخسارتين، خسارة ما أنفقته في تعليمهم وخسارة ما كان بإمكانهم أن يعطوه في سبيل النهوض والبناء العلمي والحضاري لهذه الأوطان.. وهذا الوضع الشاذ الذي تعرفه أوطاننا لم يأت إلا من سوء السياسات المتبعة، فالإمكانات الاقتصادية والثروات متوفرة ولكن سوء التدبير أفضى إلى سوء النتائج وما حصل هذا كله إلا لغياب إشراك الشعوب في تدبير شؤونها إشراكا فعليا لا إشراكا صوريا إن حقق المظهر والواجهة، غاب الجوهر والعمق وبدل أن يكون ذلك الإشراك في خدمة الأمة وتطورها الاقتصادي والاجتماعي، يصيبها بالإحباط وقد يفضي ذلك إلى اليأس الذي يؤدي إلى الفوضى في مختلف المجالات وغياب المساءلة الحقيقية. إن الطبقة العاملة ستعبر عن هذا الواقع الذي تعيشه بصفة عامة وبصفة خاصة فإن الطبقة العاملة المغربية ليست بمعزل عن واقع الطبقة العاملة في البلاد العربية والإسلامية، فالأوضاع كما جاءت في بلاغات وتقارير الاتحادات العمالية تشخص الحالة، وتضع الأمور كما هي وتتقدم في نفس الوقت باقتراحات للإصلاح والتغيير، ولا يسع المتتبع لهذا إلا أن يعبر عن تضامنه مع المطالب المشروعة سواء فيما يتعلق بتحسين الأوضاع للعاملين أو إيجاد العمل لغيرهم من الباحثين عن الشغل مع التأكيد على ضرورة اعتماد الديمقراطية الحقيقية والتعادلية الاقتصادية والاجتماعية بما تستند عليه من مطلقات فكرية من صميم الإسلام الحق كما جاء منذ اليوم الأول والذي نادى بالأجر العادل وتكافؤ الفرص بين الناس وجعل الإيمان والعمل مقرونين في كل شيء فلا إيمان بلا عمل ولا عمل مقبول دون إيمان صادق. إن الاحتفال بعيد العمل يجب أن يكون فرصة للتعبير عن التضامن والتوجه نحو المستقبل لبناء المغرب المسلم والمزدهر اقتصاديا واجتماعيا.

 

ذ. محمد السوسي

 
 
أوقـات الصـــلاة حـسـب مـديـنــــة الدارالـبـيـضـاء
 
حــــالــــة الطــــقـــــــس
 
مــوقـــع الـتـربـيـــــة الـتـشـكيـليـــة
 
4ptdvets3ttvo02nm7cu.png
 
Nombre de Visiteurs sont déjà 163588 visiteurs (350453 hits) عــدد زوار الـموقع
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement